الاثنين، 20 أبريل 2015

أمراض الكلى الناتجة عن مرض السكري

أمراض الكلى الناتجة عن مرض السكري
المتاعب المصاحبة للفشل الكلوي
يتم تشخيص أكثر من ١٠٠٠٠٠ شخص بالفشل الكلوي سنوياً في الولايات المتحدة وهو حالة خطيرة تعجز فيها الكلية عن طرد السموم من الجسم كما أنه أشد مراحل أمراض الكلى خطورة.
إن من أكثر الأسباب المؤدية للإصابة بالفشل الكلوي مرض السكري حيث يشكل ٤٤٪ من نسبة حالات المرضى حديثي الإصابة ويمكن أن ينتج عنه أمراض الكلى المزمنة التي تنتهي بالفشل الكلوي حتى لو كان تحت السيطرة إلا أنه في بعض الأحيان قد لا يتطور الأمر لدى أغلب مرضى السكري الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة إلى الإصابة بالفشل الكلوي.هناك مايقارب٢٤ مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من السكري ,منهم ١٨٠.٠٠٠ تقريباً أُصيبوا بالفشل الكلوي نتيجةً له.
يخضع المصابون بالفشل الكلوي لما يسمى بغسيل الكلى وهي عملية تنظيف اصطناعي للدم أو زراعة من متبرع ويتم منح معظم واطني أمريكا الذين يعانون من الفشل الكلوي إعانة حكومية. ففي عام ٢٠٠٥ تكفّلت الحكومة الأمريكية بعلاج مرضى الفشل الكلوي بما يقارب ٣٢ مليار دولار أمريكي.
يصاب الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية والهندية واللاتينية بالسكري المؤدي إلى أمراض كلوية مزمنة المنتهية بالفشل الكلوي بنسب أعلى من الأمريكيين ذوي الأصول الأوروبية. ولم يستطع العلماء تفسير السبب وراء تلك الحالة أو العوامل المرتبطة بالإصابة بأمراض الكلى الناتج السكري , وقد تكون تلك العوامل وراثية أو النظام الغذائي للمريض أو حالات طبية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم إلا أنهم اكتشفوا أن ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر في الدم يزيدان من نسبة خطر إصابة مريض السكري بالفشل الكلوي.
مسار أمراض الكلى
قد تستغرق الإصابة بأمراض الكلى الناتجة عن السكري سنوات عديدة فنجد أن بعض المرضى تكون تصفية كلاهم للدم أعلى من الطبيعي خلال السنوات الأولى من إصابتهم بالسكري.
تبدأ كميات قليلة من بروتين الالبيومين في الدم لدى المصابين بأمراض الكلى بالتسرب إلى المثانة والاختلاط بالبول خلال بضع سنوات. وتسمى المرحلة الأولى من المرض بالبول الزلالي الدقيق وتبقى وظيفة الكلى في هذه المرحلة طبيعية.
يبدأ البروتين بالخروج مع البول بنسب أكبر مع تطور المرض وهو ما يسمى بالبول الزلالي الصريح. وتبدأ وظيفة الكلى بالتدهور بزيادة نسبة الألبيومين في الدم وتحتبس الفضلات داخل الجسم مع تعطل الكلى ويرتفع ضغط الدم أيضا مع تدهور وظيفة الكلى.
بشكل عام، نادرا ما يتطور مرض الكلى خلال العشر سنوات الأولى من السكري، وغالبا تمضي ١٥-٢٥ سنة قبل الفشل الكلوي يحدث. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السكري لأكثر من ٢٥ سنة بدون أي علامات فشل كلوي، خطورة أن يحدث المرض تقل.
تشخيص أمراض الكلى المزمنة :
يجب أن يتم إجراء فحوصات لمريض السكري بشكل دوري للتأكد من عدم إصابته بأي مرض كلوي، أهم علامتان لمرض الكلى هما ظهور الالبيومين في البول و سرعة تصفية الكبيبات التقديرية.
تحتوي كل كلية على حوالي ١ مليون وحدات تصفية صغيرة مكونة من عروق الدم تسمى بالكبيبات. يمكن فحص عمل الكلية عن طريق حساب كمية الدم الذي تستطيع الكبيبة تصفيته خلال الدقيقة الواحدة وتعتمد هذه العملية على الكرياتينين وهو عبارة عن فضلات توجد في الدم وكلما ارتفعت نسبته في الدم قلّت سرعة تصفية الكبيبات.
يصاب المريض بأمراض الكلى عندما يتم تصفية أقل من 60 ملي لتر يومياً .
تنصح جمعية السكري الامريكية والمعهد الوطني بقياس سرعة التصفية من كرياتينين السيرم على الأقل مره واحدة سنويا للمصابين بالسكري.
الالبيومين في البول:
يتم قياس مستوى الالبيومين في البول عن طريق مقارنة نسبته مع نسبة الكرياتينين في عينة البول الواحدة. تكون نسبة الكرياتينين في الكلية الطبيعية عالية و يكون نسبة الالبيومين معدومة تقريباً، وبمجرد ارتفاع بسيط في نسبة الالبيومين عن نسبة الكرياتينين إشارة لتلف الكلى.
يصاب المريض بأمراض الكلى إذا كان البول يحتوي على أكثر من ٣٠ مليجرام من البيومين لكل جرام كرياتينين، مع انخفاض سرعة تصفية الكبيبات او عدمه.
تنصح جمعية السكري الأمريكية ومعهد القلب و الرئة والدم بإجراء فحوصات سنوية لقياس نسبة الالبيومين في الدم لتقدير نسبة تلف الكلى لجميع المرضى المصابين بالسكري النوع الثاني أو المرضى الذين كانوا مصابين بالسكري النوع الأول لمدة 5 سنوات فأكثر.
إذا تم تشخيص المريض بمرض كلوي يجب أن يتم التعامل معه كخطوة نحو علاج السكري أيضاً.
آثار ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم هو عامل رئيسي في حدوث مشاكل في الكلى عند المرضى المصابين بالسكري. كلا من التاريخ المرضي لعائلة المريض بالنسبة لارتفاع ضغط الدم وإصابة احد أفراد العائلة به يرفعان من نسبة احتمالية الإصابة بأمراض الكلى. ويسرّع ارتفاع ضغط الدم بالإصابة بأمراض الكلى عندما يكون المريض يعاني منه.
يتم قياس ضغط الدم برقمين، الأول يسمى الضغط الانقباضي، وهو قياس الضغط في الشرايين أثناء انقباض القلب، الرقم الاخر هو الضغط الارتخائي، وهو الضغط الذي يتم قياسه ما بين نبضات القلب. وكان ارتفاع ضغط الدم في السابق يعرف بارتفاع ضغط الدم عن١٤٠/٩٠ ، وتقال (١٤٠ فوق ٩٠)
تنصح جمعية السكري الأمريكية ومعهد القلب والرئة والدم بأن يحافظ بان الأشخاص المصابون بالسكري يفضل على أن يكون ضغط الدم لديهم أقل من ١٣٠ فوق ٨٠.
لا يعتبر ارتفاع ضغط الدم كعامل مساعد للإصابة بأمراض الكلى فحسب بل أيضا كنتيجة تلف الكلى. ومع تطور مرض الكلى تؤدي التغييرات التي تحدث في شكل الكلى إلى ارتفاع ضغط الدم. ولذلك يحدث خطر حلزوني الذي يتضمن ارتفاع ضغط الدم، والعوامل التي تسبب بارتفاع ضغط الدم. التشخيص والعلاج المبكر لارتفاع ضغطا لدم حتى في حالاته البسيطة يعد أمرا أساسيا للمرضى المصابين بالسكري.
الوقاية من أمراض الكلى والحد من سرعة تطورها
استطاع العلماء بالتوصل لمراحل متقدمة في تطوير طرق إبطاء الإصابة بأمراض الكلى بالنسبة لمرضى السكري. ويمكن لأدوية ارتفاع ضغط الدم أن تبطئ تطور مرض الكلى بشكل ملحوظ. وهنالك نوعان من الأدوية وهما مثبط إنزيم محول الانجيوتينسين ومانع مستقبلات الانجيوتينسين, وقد أثبتت هذه الأدوية فعالية في ابطاء مرض الكلى، وتتطلب حالة كثير من الناس علاجين او اكثر معا للتحكم بضغط الدم لديهم. وبالإضافة إلى مدرات البول أيضا مفيدة. ويمكن للمريض أيضا الاستعانة بموانع البيتا سيمباثاتيك، وموانع قنوات الكالسيوم وغيرها.
إن لوسارتان ( كوزار) مثال على فعالية مثبط إنزيم محول الانجيوتينسين الذي استطاع أيضاً حماية وظائف الكلى والتقليل من خطر إصابة مشاكل في الجهاز الدوري الدموي القلبي.
يكون من صالح المريض إذا تناول أية دواء يساعد المريض على إبقاء ضغط دمه على ١٣٠ \٨٠ أو أقل. ويجب على المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وان كان بسيطا أو زلال البول الدقيق أن يقومون باستشارة خبراء الصحة في استخدام أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
حمية البروتين المعتدلة
قد يكون استهلاك المصابين بمرض السكري للبروتين بشكل مفرط مضر. ينصح الخبراء مرضى السكري المصابين بأمراض الكلي بإتباع نظام غذائي بديل موصي به للبروتين مع تجنب استهلاك كميات كبيرة منه. قد يساعد إتباع نظام غذائي يحتوي على كميات قليلة من البروتين للمصابين بخلل في وظائف الكلى على تأخر بداية الفشل الكلوي. على أي شخص يتبع نظام غذائي ذو كميات قليلة من البروتين استشارة أخصائي التغذية لضمان الحصول على تغذية سليمة
الإدارة المكثفة لسكر الدم
قد تبطئ أدوية ضغط الدم وإتباع نظام غذائي ذو كميات قليلة من البروتين من أمراض الكلى المزمنة.و قد أظهر النوع الثالث من العلاج المعروف بالإدارة المكثفة لسكر الدم أو السيطرة عليه فعاليته في علاج مرض السكري وخاصة لأولئك المصابين في المراحل الأولى من أمراض الكلى المزمنة.
عادة ما يحول جسم الإنسان الغذاء إلى جلوكوز وهو السكر البسيط المصدر الأساسي للطاقة في خلايا الجسم ولدخول الخلية يحتاج الجلوكوز إلى الأنسولين وهو هرمون يفرزه البنكرياس. فعندما لا يفرز الجسم كمية كافية من الأنسولين أو لا يستجيب للأنسولين المفرز فأنه لا يستطيع معالجة الجلوكوز و بدوره يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم. تؤدي المستويات العالية من الجلوكوز في الدم إلى تشخيص الإصابة بمرض السكري
إن الإدارة المكثفة لسكر الدم هي نوع من أنواع العلاج التي تهدف على الحفاظ على مستويات مقاربة إلى الطبيعية من سكر الدم . يشمل هذا النوع على فحص سكر الدم باستمرار وكذلك على إدارة الأنسولين على مدار اليوم على أساس كمية الغذاء والنشاط البدني وإتباع نظام غذائي وخطة لممارسة النشاطات واستشارة فريق الرعاية الصحية بانتظام. يستخدم بعض الأشخاص إبرة الأنسولين لتزويد الجسم طوال اليوم بالأنسولين.
أشارت عدد من الدراسات على الآثار المفيدة للإدارة المكثفة لسكر الدم. و قد وجد الباحثين في تجربة التحكم في السكري ومضاعفاته بدعم من المعهد الوطني للسكري وأمراض الهضم والسكري(الكلى والهضم) (NIDDK) إن معدل تقدم وتطور مرض السكري في المراحل الأولى للمشاركين المصابين بأمراض الكلى تقل بنسبة ٥٠% لأولئك الذين يتبعون نظام صارم للتحكم في مستويات سكر الدم . تصل مستويات سكر الدم للمرضى الذين يتبعون النظام الصارم إلى ١٥٠ ملجم لكل عشرة لتر أي أقل بما يقارب ٨٠ ملجم لكل عشرة لتر للمرضى الاعتياديين. أظهرت دراسة السكري المستقبلية في المملكة المتحدة التي أجرت من عام ١٩٧٦ إلى عام ١٩٩٧ بشكل قاطع أنه في حال تحسن التحكم في سكر الدم فأن خطر الإصابة المبكرة بأمراض الكلى يقل إلى الثلث. وقد أثبتت الدراسات التي أجريت خلال العقود الماضية بشكل واضح أن إتباع أي برنامج يؤدي إلى انخفاض مستمر في مستويات سكر الدم سيكون مفيد للمرضى المصابين في أمراض الكلى المزمنة في المراحل الأولى.
غسيل الكلى وزراعة الأعضاء
على مرضى السكري المصابين بفشل كلوي عمل غسيل أو زرع كلى.في أواخر السبعينات استبعد الخبراء مرضى السكري من غسيل الكلى وزراعة الأعضاء ويعود هذا إلى رأي الخبراء أن الأضرار الناجمة عن مرض السكري ستعوضها العلاجات.اليوم وبسبب التحسن في التحكم بمرض السكري وكذلك التحسن في معدلات البقاء على قيد الحياة بعد إتباع العلاج فأن الأطباء لا يترددوا في عمل غسيل الكلى أو زراعة الأعضاء للمرضى . أن نجاح زراعة الكلى حاليا في مرضى السكري هي نفسها لغير المصابين. تعتبر عملية غسيل الكلى لمرضى السكري فعالة على المدى القصير ولكن مع ذلك فأن غسيل الكلى أو زراعة الأعضاء لمرضى السكري يؤدي إلى ارتفاع الإصابة بالأمراض وارتفاع معدل الوفيات وكذلك مضاعفات التعايش مع المرض مثل تلف القلب والعين والأعصاب
الرعاية الجيدة تصنع الفرق
على المصابون بمرض السكري قياس مستوى (A1C الهيموجلوبين السكري وهو عبارة عن الجلوكوز الموجود بالدم مع الهيموجلوبين من نوع أ داخل كريات الدم الحمراء) من قبل مقدمي الرعاية الصحية على الأقل مرتين في السنة. يظهر التحليل معدل مستوى سكر الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية. وعلى المصابين الحفاظ على مستواه إلى أقل من ٧ بالمائة.
التعاون مع مقدمي الرعاية الصحية فيما يتعلق بحقن الأنسولين والأدوية والطعام والنشاط البدني ومراقبة سكر الدم.
فحص ضغط الدم عدة مرات في السنة. فإن كان ضغط الدم مرتفع فعليهم إتباع خطة مقدمي الرعاية الصحية للحفاظ علية قريبا من المستويات الطبيعية. ينبغي الحفاظ على مستوى ضغط الدم إلى اقل من ١٣٠/٨٠ .
سؤال مقدمي الرعاية الصحية ما إذا كانوا سيستفيدون من تناول مثبطات ACE أو ARB.
الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، ومثبطات مستقبلات الأنجيوتنسي (ARBs).
أن يطلبوا من مقدمي الرعاية الصحية قياس معدل الترشيح الكليبي على الأقل مرة واحدة سنويا للتأكد من مدى سلامة الكلى.
أن يطلبوا من مقدمي الرعاية الصحية قياس مستوى البروتين في البول الأقل مرة واحدة سنويا للتأكد من مدى سلامة الكلى.
أن يطلبوا من مقدمي الرعاية الصحية ماإذا كان يستلزم تقليل كمية البروتين المتناوله من الغذاء وطلب الاحاله الى رؤية اخصائي تغذية للمساعده في تخطيط الوجبات الصحية.
للتذكير
إن مرض السكري هو السبب الرئيسي لمرض الكلى المزمن (CKD) وللفشل الكلوي في الولايات المتحدة.
يجب فحص مرضى السكري بانتظام للتأكد من سلامتهم من أمراض الكلى. ويعد تقدير معدل الترشيح الكليبي وزلال البول المؤشرين الرئيسيين لأمراض الكلى.
قد تبطئ الأدوية التي يتم ناولها لضغط الدم المنخفض من تطور مرض الكلى بشكل ملحوظ. ولقد أثبت إن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) ومثبطات مستقبلات الأنجيوتنسي (ARBs)في إبطاء تطور أمراض الكلى.
قد يكون ضار للمصابين بمرضى السكري استهلاك كميات كبيرة من البروتين.

أظهرت الإدارة المكثفة لسكر الدم فائدة كبيرة لمرضى السكري خاصة المصابين بأمراض الكلى المزمنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق